کد مطلب:109933 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:150

خطبه 215-پارسائی علی











ومن كلام له علیه السلام

یتبرّأ من الظلم

وَاللهِ لَأَنْ أَبِیتَ عَلَی حَسَكِ السَّعْدَانِ مُسَهَّداً، أَوْ أُجَرَّ فِی الْأَغْلاَلِ مُصَفَّداً، أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أَلْقَی اللهَ وَرَسُولَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ظَالِماً لِبَعْضِ الْعِبَادِ، وَغَاصِباً لِشَیْءٍ مِنَ الْحُطَامِ، وَكَیْفَ أَظْلِمُ أَحَداً لِنَفْسٍ یُسْرِعُ إِلَی الْبِلَی قُفُولُهَا، وَیَطُولُ فِی الثَّرَی حُلُولُهَا؟! وَاللهِ لَقَدْ رَأَیْتُ عَقِیلاً وَقَدْ أمْلَقَ حَتَّی اسْتَمَاحَنِی مِنْ بُرِّكُمْ صَاعاً، وَرَأَیْتُ صِبْیَانَهُ شُعْثَ الشُّعُورِ، غُبْرَ الْأَلْوَانِ، مِنْ فَقْرِهِمْ، كَأَنَّمَا سُوِّدَتْ وُجُوهُهُمْ بِالْعِظْلِمِ، وَعَاوَدَنِی مُؤَكِّداً، وَكَرَّرَ عَلَیَّ الْقَوْلَ مُرَدِّداً، فَأَصْغَیْتُ إِلَیْهِ سَمَعِی، فَظَنَّ أَنِّی أَبِیعُهُ دِینِی، وَأَتَّبِعُ قِیَادَهُ مُفَارِقاً طَرِیقِی، فَأَحْمَیْتُ لَهُ حَدِیدَةً، ثُمَّ أَدْنَیْتُهَا مِنْ جِسْمِهِ لِیَعْتَبِرَ بِهَا، فَضَجَّ ضَجِیجَ ذِی دَنَفٍ مِنْ أَلَمِهَا، وَكَادَ أَنْ یَحْتَرِقَ مِنْ مِیسَمِهَا، فَقُلْتُ لَهُ: ثَكِلَتْكَ الثَّوَاكِلُ، یَا عَقِیلُ! أَتَئِنُّ مِنْ حَدِیدَةٍ أَحْمَاهَا إِنْسَانُهَا لِلَعِبِهِ، وَتَجُرُّنِی إِلَی نَارٍ سَجَرَهَا جَبَّارُهَا لِغَضَبِهِ! أَتَئِنُّ مِنَ الْأَذَی وَلاَ أَئِنُّ مِنْ لَظیً ؟! وَأَعْجَبُ مِنْ ذلِكَ طَارِقٌ طَرَقَنَا بِمَلْفَوفَةٍ فِی وِعَائِهَا، وَمَعْجُونَةٍ شَنِئْتُهَا، كَأَنَّمَا عُجِنَتْ بِرِیقِ حَیَّةٍ أَوْ قَیْئِهَا، فَقُلْتُ: أَصِلَةٌ، أَمْ زَكَاةٌ، أَمْ صَدَقَةٌ؟ فَذلِكَ مُحَرَّمٌ عَلَیْنَا أَهْلَ الْبَیْتِ! فَقَالَ: لاَ ذَا وَلاَ ذَاكَ، وَلكِنَّهَا هَدِیَّةٌ. فَقُلْتُ: هَبِلَتْكَ الْهَبُولُ ! أَعَنْ دِینِ اللهِ أَتَیْتَنِی لِتَخْدَعَنِی؟ أَمُخْتَبِطٌ أَنْتَ أَمْ ذُوجِنَّة، أَمْ تَهْجُرُ ؟ وَاللهِ لَوْ أُعْطِیتُ الْأَقَالِیمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلاَكِهَا، عَلَی أَنْ أَعْصِیَ اللهَ فِی نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جِلْبَ شَعِیرَةٍ مَا فَعَلْتُهُ، وَإِنَّ دُنْیَاكُمْ عِنْدِی لَأَهْوَنُ مِنْ وَرَقَةٍ فِی فَمِ جَرَادَةٍ تَقْضَمُهَا، مَا لِعَلِیّ وَلِنَعِیمٍ یَفْنَی، وَلَذَّةٍ لاَ تَبْقَی! نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ سُبَاتِ الْعَقْلِ، وَقُبْحِ الزَّلَلِ، وَبِهِ نَسْتَعِینُ.